ثانيا: العامل البشريتعريف العمل: هو ذلك الجهد الفكري و العضلي المبذول من أجل خلق خيرات إقتصادية تلبي احتياجات المجتمع و يعتبر المحرك الأساسي للعملية الإنتاجية حيث إعتبر آدم سميث العمل أساس الثروات و اعتبره كارل ماكس أنه يحدد قيمة الأشياء و العمل ضروري بالنسبة للفرد و المجتمع و الوحدات الإقتصادية.
تقسيم العمل: ينقسم العمل إلى عملين:
العمل البسيط: و هو الجهد العضلي و لا يتطلب الكفاءة العالية و يتمثل في العمل اليدوي و ظهر بظهور المجتمعات القديمة.
العمل المعقد: و هو الجهد الفكري الذي يتطلب التقنيات و مهارات عالية للتنفيذ و هذا النوع جاء نتيجة التطور الفكري و العلمي للإنسان حيث أن استعماله في التنمية الإقتصادية يؤدي إلى رفع مستوى الإنتاج لتلبية حاجيات الإنسان اللامتناهية.
إن تقسيم العمل هذا ظهر منذ القديم ففي المجتمعات البدائية كان التقسيم على أساس الجنس (الرجال في الخارج و النساء في الداخل).
و مع ظهور الفائض في الإنتاج ظهر ما يسمى في التخصص في العمل بحيث تتخصص كل مجموعة معينة في إنتاج معين (حرفيين، زراعيين، صناعيين) و أوّل من أثار إلى تقسيم العمل هو آدم سميث بحيث بيّن أنه يتخصص كل عامل في مهنة معينة في إطار عملية الإنتاج داخل المعمل فيزيد الإنتاج و الإنتاجية و يتخذ تقسيم العمل إلى الأشكال التالية:
تقسيم العمل حسب المهن: أي تخصص كل عامل في مهنة معينة مع التكامل بينهما.
تقسيم العمل حسب القطاعات الإقتصادية: و يعني تخصص كل قطاع في إنتاج معين داخل الإقتصاد الوطني.
التقسيم الدولي للعمل: و هو تخصص كل دولة في ‘نتاج معين أو تقديم خدمة معينة وفقا للإمكانيات المتاحة لكل بلد و عليه ترى الدول الصناعية أنها تتخصص في إنتاج وسائل الإنتاج و الدول السائرة في طرق النمو تقوم باستخدام المواد الأولية الخامة.
و هذا التخصص كان نتيجة حتمية لعوامل تاريخية، و هذا التقسيم الدولي يخدم المصالح الدولية في إطار تكامل إقتصادي و ليس في إطار تبادل اللامتكافئ.
ثالثا: عامل رأس المال:تعريفه:هو مجموعة من المعدات و الأدوات و المواد و المنشآت القاعدية و مختلف المركبات الواجب تنسيقها و الحصول على منتوج قابل للإستهلاك.
أنواعه: يمكن تقسيم رأسمال حسب كارل ماكس إلى:
أ- رأسمال العيني: أ1- رأسمال متغير: يتمثل في المواد الأولية الداخلة في العملية الإنتاجية و التي تستخدم مرة واحدة بالإضافة إلى الأجور.
أ2- رأسمال ثابت: و هو مجموعة من الآلات و المعدات و البنايات ذات عمر إنتاجي طويل و تشارك في العملية الإنتاجية أكثر من مرة.
ب- رأسمال قانوني: و هو كل الحقوق التي يملكها الفرد على بعض الممتلكات كحقه في إيجار مسكنه أو بيعه.
ج- رأسمال محاسبي: و هو مجموع الأموال المنقولة و العقارات لشخص ما أو مشروع ما.
أشكاله:رأسمال نقدي: و هو عمل فئة من الرأسماليين بجمع و بيع النقود محققين أرباحا و هي الفرق بين إعادة البيع و الشراء.
رأسمال تجاري: و هو عمل فئة من الرأسماليين على شراء ثم بيع سلع و بضائع على حالها و بالتالي تحقيق أرباح.
رأسمال إنتاجي: و هو عمل فئة من الرأسماليين في حفز الإنتاج بشراء مواد أولية ثم إدخال تحويل عليها للحصول على منتوج يباع في الأسواق و بالتالي الحصول على ربح و هو الفرق بين الإيرادات و المصاريف.
أهميته:- زيادة الإنتاج و الإنتاجية و بالتالي زيادة الفائض الإقتصادي.
- تخفيض التكاليف (التعب، الوقت).
- زيادة جدوى و فعالية العامل البشري.
طرق تكوين رأسمال:نظرا لدور الرأسمال في العملية الإنتاجية أصبحت كل الدول تنتهج سياسة لتكوينه لتحقيق تنمية إقتصادية و بطريقتين:
أ- الإدخار: و هو تنازل المستهلك عن جزء من دخله ليضعه في المؤسسات المالية ليشارك في الدورة الإقتصادية أما الإكتناز فهو وضع النقود في المنزل دون المشاركة في الدورة الإقتصادية.
أ1- العوامل المؤثرة في الإدخار:عوامل شخصية:و هي تتعلق بالشخص ذاته كخوفه من المستقبل أو عدم ثقته من البنوك أو القيام بمشاريع مستقبلية كالزواج و الشراء و...
عوامل موضوعية: تتمثل في الدخل و ثبات الأسعار و العملة و معدل الفائدة.
أ2- مصادر الإدخار: تقوم المؤسسات المالية في تجميع الأموال عن طريق الإدخار بعدة مصادر:
* إدخارات الأفراد و العائلات.
* إدخارات إجبارية.
* إدخارات الوحدات الإنتاجية.
* إدخارات خارجية (المساعدات و القروض).
ب- الإستثمار:عرّفه الإقتصاديون أنه عملية شراء آلات و معدات لإستخدامها في العملية الإنتاجية و التي يكون عمرها الإنتاجي طويل للحصول على خيرات كثيرة أو هو عبارة عن عملية تشغيل و توظيف رؤوس الأموال في العملية الإنتاجية لتحقيق زيادة في الإنتاج.
أنواعه:* من حيث التركيب: نجد الإستثمار الإجمالي و هو القيمة الحقيقية للإستثمار مضاف إليه الإهتلاكات، أما الإستثمار الصافي فهو القيمة الحقيقية للإستثمار – الإهتلاكات.
* من حيث المستويات: هو عبارة عن درجة تأثيره في العملية الإنتاجية و ينقسم إلى:
- إستثمارات إنتاجية مباشرة:
يقصد به تلك الأموال التي تستعملها المؤسسة في شراء معدات و آلات و مواد أولية بحيث تؤثر بطريقة مباشرة في العملية الإنتاجية بالزيادة أو بالنقصان.
- إستثمارات إنتاجية غير مباشرة:
هي الإستثمارات التي تساعد في الإنتاج بطريقة غير مباشرة مثل: المخازن، معدات النقل و المواصلات.
- إستثمارات على المدى الطويل (مؤجلة):
هي الأموال الموجهة لتكوين إطارات و جمعيات حيث تساهم في العملية الإنتاجية على المدى البعيد.
* الإستثمار العام: هذا النوع يتم من طرف الدولة و المؤسسات العمومية بتوفير المرافق القاعدية للإقتصاد الوطني و زيادة القدرة الإنتاجية.
*
الإستثمار الخاص: يتم من طرف الأفراد و الخواص و الشركات الخاصة.
دوافعه:- الرغبة في زيادة الثروة.
- توسيع النشاط الإقتصادي.
مصادر تمويله:* مصادر داخلية (ذاتية): أي الموارد المالية بالنسبة للأفراد و المؤسسات المالية (مدخرات الأفراد و العائلات و مختلف المؤسسات).
* مصادر خارجية: تتمثل في القروض و المساعدات الأجنبية التي تتحصل عليها الدولة من الدول الأخرى.
أهميته:من الناحية الإقتصادية:- توفير السلع و الخدمات.
- خلق مشاريع جديدة.
- التقليص من الإستراد و زيادة التصدير.
- تحقيق تنمية شاملة.
من الناحية الإجتماعية:- توفير مناصب الشغل.
- تحسين المستوى المعيشي.
- تحقيق مستوى معين من الرفاهية.
من الناحية السياسية:- التقليص من التبعية للخارج.
- تحقيق إستغلال إقتصادي.
- إستغلال ثروات داخل البلاد.
- حرية القرار السياسي و الإقتصادي.
يتبع